أخر الأخبار

الاثنين، 21 يوليو 2008

قصتى مع العفة

جاءت إلي وضاءة، ناصعة البياض، جميلة كأنها البدر المستنير، لكنها متعبة، مثخنة بالجراح قد خرقت جسدها النحيل سهام أصابتها من الكبير والصغير، من الغني والفقير، من الشريف والوضيع، من الآباء والأمهات، من الشبان والفتيات.
قلت لها: ما هذه النبال مرشوقة في جسد نحيل؟
قالت: تكالبت علي الطعنات من كل جانب، فما تحملت هذا الألم الكبير، لكنني سمعت عن مشروعكم فجئت أروي قصتي.قلت لها: ومن تكون ضيفتي؟
فالت: أنا العفة التي في كل يوم يستهان بي: شواطئ انسلخت فيها الأجساد عن لباسها، فضائيات ومواقع تعرض القبيح من المشاهد والكلام، وتنشر الفواحش بكل يسر في الأنام، وكل حين يسقط الشيطان في حبائله شبابا في مقتبل الزهور، كهولا وشيوخا وبنات بكيده الخبيث، فهو يصيح فيهم كل آن بموضة تحجم الأجسام، وتكشف المستور.
وهذه أماكن كمائن يقترف فيها الحرام وطرقات قد خلا من جنباتها الاحترام.
قلت لها: قد التزمنا أن يزيل كل واحد منا عنك هذا الألم الجسيم، فتفرحين.
فتفرحين بالشباب غاضين من أبصارهم، وبسيدنا يوسف عليه السلام مقتدين، وبالبنات لباسهن كأنه الحصن الحصين، أقوالهن لا يسمعها الشيطان إلا ارتد آسفا حزين، وبالشوارع عم الاحترام جنباتها، وبالهواتف لا ترن إلا لبر الوالدين أو صلة الأرحام أو أخوة في الله يسودها الوئام، وبالمواقع أشرقت بطيب الكلام، وبالأمهات عودن أبناءهن على التعفف عن الحرام، وبالآباء زوجوا بناتهن بأيسر الصداق، والله المستعان.
قالت: سأعيش بين جنباتكم حتى أرى هذا الحدث السعيد.
هلموا جميعا نعيد هذا الخلق الجميل، نعيش بالعفة ومعها أسعد الأوقات في طاعة لله وسيد الأنام حبيبنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام

بعض المخاطر الناشئة عن ترك العفة

التفصيل فيها بالإحصاءات والأرقام التي وقعت في المجتمعات التي تركت كل مبدأ وكل خلق وكل فضيلة، فضلاً أنها تركت كل دين وكل تشريع .
1 ـ مخاطر أمنية
فلم يعد هناك أمن على النساء ولا على الأعراض ولا على الأموال ، واختلط الحابل بالنابل في هذا الشأن، وهناك المخاطر الصحية من هذه الأمراض الفتاكة التي ابتلى الله - عز وجل - بها أولئك القوم . لأنه قد ورد في الحديث وإن تكلم فيه بعض العلماء بالضعف ( أنه ما فعل قوم فاحشة الا سلط الله عليهم الاوجاع التي لم تكن في أسلافهم ) وهذا في الحقيقة واقع في هذا المجتمع المعاصر، وفي البيئات المنحلة الإباحية .
2 ـ تغيُّر الفطرة الإنسانية
بوجود الشذوذ من خلال هذه الإباحية التي تركت العفة والحصانة، ووجد أيضاً التخنث من الرجال للنساء، والإسترجال من النساء للرجال، وظهر ما يسمى بالجنس الثالث فلم تعد المرأة فيها حياء ورقة وأنوثة، ولم يعد الرجل رجلاً فيه شهامة وقوة ورجولة، ولم تعد الامور تتبين كما كان يقول الشيخ الطنطاوي في بعض كتبه حفظه الله انه ركب مرة في إحدى المواصلات العامة في بعض البلاد العربية الإسلامية، قال : " فرايت ما استطيع أن أقول رأيت رجلاً، قال : رأيت إنساناً لم يستطع أن يتبين هل هو رجل أم إمرأة ؟ " لشدة ما قد يختلط في هذا الجانب وهذا فساد عظيم .
3 ـ تحطم الأسرة
لم يعد هناك رباط زوجي لأنه لا داعي للزواج ما دام هذا الامر المباح المتاح، وتحطم الأسرة تحطم به المجتمع، وأيضا فوق هذا كله هناك ضياع للأطفال وتشردهم وسيرهم في الخط الإجرامي الذي يتوه فيه هؤلاء ويعبثون في المجتمع وأمنه .
4 ـ قلة نسبة المواليد
والإبتعاد من ضرورة هذه الإباحية عن الإنجاب وعن تكوين الأسرة الى غير ذلك مما يطول ذكره ويعلم من كثير من الاحوال، وعند كثير منكم أمره .
و نسأل الله عز وجل أن يجنبنا هذه المخاطر، وأن يرزقنا العفة والحصانة لنا ولنسائنا ولأبنائنا وبناتنا ومجتمعاتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .